تبذل شركات الطيران ما في وسعها لإغواء المسافرين بسلامة رحلاتها في أتون جائحة كوفيد-19، متذرعة بإلزامية ارتداء غطاء الوجه، ومنح المسافرين كمامات مصممة بمواصفات طبية لحماية مستخدمها، وبقيام بعضها بتغيير توزيع المقاعد على متن الطائرات لمراعاة التباعد الجسدي. إلا أن جمهور السفر الجوي لا يريد تجاوباً، خصوصاً بعدما اشتد تفشي كوفيد-19 بشكل فظيع في الولايات المتحدة وأوروبا خلال الآونة الأخيرة. وتشير الأرقام الى أن حجز مقاعد الطيران في أمريكا لم يسجل أي ارتفاع طوال الشهر الماضي. وعلى مستوى العالم، قالت شركات الطيران إن الرحلات الجوية انخفضت بنسبة 85% عما كانت عليه العام الماضي. واضطر عدد من الشركات الكبرى لإشهار إفلاسها. وذكرت الناقلات الأمريكية الأربع الكبرى أن خسائرها خلال الفترة من أبريل الى يونيو الماضي بلغت 10 مليارات دولار. وأفاد استطلاع للرأي شمل أكثر من ألف شخص في يونيو الماضي أن 70% ممن استطلعت آراؤهم قالوا إن السفر بالطيران يفتقر الى السلامة. ورأى هؤلاء أن الذهاب الى قسم الطوارئ بأي مستشفى، أو الوقوف في طابور للإدلاء بأصواتهم أكثر أمناً صحياً من ركوب الطائرة. وانهارت الحركة الجوية في أكثر من 500 من مطارات أوروبا بنحو 94% في يونيو الماضي. وتتوقع منظمة النقل الجوي الدولي (أياتا) أن تصل خسائر الطيران هذا العام الى 84 مليار دولار. وأضافت أنها لا تتوقع تعافي سوق الطيران قبيل حلول عام 2024. ففيما كان عدد ركاب الطائرات العام الماضي نحو 217 مليون مسافر، انخفض هذا العام الى 4 ملايين فقط.